Saturday, June 3, 2017

هل أنت بارع؟ Are you a master| الجزء الثاني





تحدثنا في الجزء الأول عن مفاهيم البراعة، تحديد شخصياتنا تجاهها و أيضا مفاتيحها الرئيسيّة
أما الآن سينطوي حديثنا على عملية شحذ الطاقة، و عوائق الرحلة
فأرجو لكم قراءة ممتعة و مثمرة!🌸



عملية التدريب لأجل البراعة تتطلب طاقة وجهد يوضح لنا جورج كيف لنا أن نجنيه و نستنبطه .
تذكر تلك المقولة " إذا أردت لمهمةٍ أن تُنجَز ، فأوكلها لرجل مشغول" . جسم الإنسان مجبول على العطل حين لا نجيد استخدامه 
كآلام المفاصل من قلة الحركة ، و قلة الأفكار والاستنتاجات و الفهم من قلة التفكر و الاطلاع ، نحن نقوم بإنتاج الطاقة عن طريق استخدامها.
 و بالطبع لا يكون ذلك باستنزافها.

هناك عدة عوامل تساعدك على جلب الطاقة التي تدفعك للأمام،

١) الصحة الجسدية و الرياضة،
الكثير من الأبحاث أثبتت فعالية ممارسة الرياضة بشكل مستمر في تحفيز النشاط الجسدي 
.و الذهني فهي تخلق لك النشاط و تمدك بالطاقة. و هذا مالا يُختلف عليه.

٢) اعترف بالسلبيات وأظهر الايجابيات،

الضربات القاسية في الحياة قد تطرحك على الأرض ، تهزك من كل جانب ولكنها تأخذ منك خمولك و كسلك فقط عندما تعترف بوجودها ، 
الايجابية سلوك رائع يمدك بالطاقة و لكن تظاهرك بإيجابية السلبيات قد يسلبك جانبها الفعال. 
لأن الطاقة السلبية الكبيرة التي ضربتك قد تكون هي من تدفعك للأمام فانظر إليها بوضوح دون أقنعة.
هذا لا يعني أن تتحول نظرتك سلبية لما يأتيك ولكن أن تعي سلبية الموقف فتستطيع أن تفرغه من كاهلك على قلب صديق يفهمك
 لتتعامل معه فتكون لديك القدرة بالتركيز على ذاتك لتمضي بأخذ طاقتها لصالحك أنت.

٣)قل الحقيقة،

كن صادقاً مع نفسك و مع الآخرين فإن الصراحة (دون الوقاحة) تعفيك من بذل المجهود في التفكير و التحوير . 
.كونك إنسان صادق فهذا يوفر لك الكثير من الطاقة لكي لا تذهب هباء.

٤) اعتز بجانبك المظلم، لكن لا تدللـه 

الجانب المظلم هو الظل الذي نحمله معنا، هي كل الأجزاء في ذواتنا التي لم تلق القبول في محيط الأهل و المجتمع فنحن نحملها في كيس كبير على ظهورنا و حملها يأخذ الكثير من طاقتنا.
هذا الكيس ينمو بتعليقات الأهل، المدرسين، المجتمع، و الأصدقاء.
يذكر الكاتب (الغضب ) كمثال كما اعتدنا أنه من المشين أن نغضب بخصوص الأشياء الصغيرة.
 لكن ما نسوه أن الغضب كمشاعر يحمل الكثير من الطاقة ، و كبته يعني أنك تبذل طاقة لكبت طاقة أخرى. فماذا بقي لك؟
هناك أوقات و طرق كثيرة للتعبير عن الغضب ، و هناك طرق لاستخدام الغضب كمحفز يدفعك للعمل  ..
 الاعتزاز بجانبك المظلم هو الاعتراف به، كشفه لذاتك، تفريغه من الحقيبة التي تحملها على ظهرك و متى ما كان واضحا جلياً أمامك يمكنك حينها أن تشحن به همتك.

٥) حدد أولوياتك، 

عليك أن تعرف أن اختيارك لطريق ما سيعيقك عن المضي في الطرق الأخرى .. لا يمكنك توقع أن تعبر الطريق و تستمر فيه و أنت تود عبور جميع الطرق في الوقت ذاته. إن التردد في أخذ القرار يؤخر عملية العمل و يستنزف طاقتك بشكلٍ أكبر، حريتك و نموك يبدآن من تقبلك لهذه الحدود. لا يمكنك فعل كل شيء و لكن يمكنك فعل أمرٍ ما ثم آخر ثم آخر كن صادقا 
و واضحا مع نفسك واختر ماهر أهم ما تريد أن تبرع فيه؟.

٦)التزم و ابدأ العمل،

ابدأ الرحلة لأجل  الممارسة، خذ الوقت المناسب للتخطيط و لكن لا تبالغ في ضياع الوقت و الطاقة، فكل تسويف هو اهدار للطاقة.

٧) ابدأ في الطريق للبراعة، و أكمل المضي دون توقف

أن يكون لك سلوك روتيني فعال في حياتك تشعر بأنه يدفعك دوما للأفضل و تلاحظ نموك فيه  فهذا بحد ذاته سيمدك بالطاقة و الحيوية . 



عوائق الرحلة، 

قد يكون التحدي الأكبر هو البقاء على الطريق !
لأنك ستواجه ما سيحاول أن ينتشلك منه، فهذه ليست رحلة مستقلة إنما هي جزء من حياتنا المزدحمة 
و مسؤولياتها العديدة ،كن واقعيا و أشرك عائلتك و أصدقائك في الأمر .
 الأمر الآخر لا تكن مهووسا بالهدف ، حافظ على تطورك و حاول الصعود دون أن تبقي عيناك على القمة، عليك أن تدرك وجودها ولكن أن تبقي عيناك على الرحلة والطريق بذاته كي تستمتع.
لا تنس بأن التعليمات أو مصادر المعلومات الرديئة تسيء إليك فضلا عن أن تقدم لك شيئا يدفعك بل هي تلقي بك إلى الوراء و تتوه بك و يحدث أحيانا التضارب و عدم التناسق في التدريب و التعلم و القفز من زاوية إلى أخرى . فيحرم هذا شعور التناغم  الذي يكون في التكرار و الترتيب و يكسبك شعور السباحة في تيار متماسك.
قلة التنافس و زيادة التنافس جميعها سواء بذات السوء فاعتقادك أن الفوز هو كل شيء هو اعتقاد خاطئ تماما فالمهم مهارتك في اللعبة و ليس دوما الفوز فيها.
أما الكسل، الإصابات التي يتعرض لها الإنسان خاصة في الرياضات، و حتى اللجوء للمنشطات التي تعطي شعورا وهميا بالفوز لكنها تدمر الجسد أثناء ذلك فهي أيضا من العوائق الكبرى التي عليك أخذ الحيطة من الوقوع فيها
أحيانا  حتى الجوائز و الميداليات تمد المرء بالشعور بالاكتفاء ويعيقه ذلك عن التطور والاستمرار للأفضل .
 لا تنس بأن الغرور و عدم التنازل بالظهور بمظهر الأقل علما، دراية ، أو موهبة من أهم العوائق التي قد تدفع بالأشخاص إلى الوراء.
ولا يسلبك المرح و متعة الطريق و التعلم شيئا كما تسلبه مبالغتك بالجدية أثناء العمل. . 
وأسوأ العوائق هي البحث عن الكمال، حتى و إن كنّا لا نقارن قدراتنا بقدرات عظماء العالم فحين نضع لأنفسنا مُثل عليا أو مثالية فنحن ندمر أنفسنا لأننا لا نستطع تحقيقها.
يغيب عنا أن البراعة لا تعني الكمال ولكنها رحلة أو وسيلة ، وسيلة نستخدمها يوما بعد يوم ، وعاما بعد عام فالبارع هو الذي على استعداد السقوط والخسارة ثم النهوض مرة أخرى لبقية حياته.


هذا ما ورد في كتاب جورج لينورد بعنوان البراعة
 (Mastery) ، إن هذا الكتاب الذي ما أن قرأته حتى استشعرت أهميته و محتواه القيم .
 الكثير منا يقف على عتبة البداية ينتظر الإلهام ليبدأ ، يحتسب الوقت المطلوب لإنهاء الهدف الذي يتوق إليه . 

أحببت مشاركة أفكاره و إعادة صياغتها في هذا المقال المختصر لأفكار الكتاب ، ليكون أسهل و أيسر وصولا للجميع .

فقل لي يا عزيزي القارئ، ما هي وجهتك؟


مع التحية ، كادي

No comments:

Post a Comment